بثت وكالة أنباء شريط فيديو لزعيم صرب البوسنة، رادوفان كرادزيتش، الذي أعلن اعتقاله الثلاثاء، أثناء مشاركته كخبير طبي في حلقة نقاشية نظمتها إحدى المجلات العلمية الصربية، في محاولته للهروب من الملاحقة.
وأظهر الشريط لقطة لإحدى المقالات التي نشرها كرادزيتش منتحلا الصفة الطبية.
وقال أحد المحررين المشاركين في تنظيم حلقة النقاش إنه لم يشك للحظة في هوية القائد الهارب، والذي كان يتخفى وراء نظارة كبيرة ولحية طويلة.
وتدفق المسلمون والكروات البوسنيون إلى شوارع العاصمة البوسنية سراييفو للاحتفال بنبأ اعتقال كرادزيتش، قائد صرب البوسنة إبان الحرب البوسنية، وأحد أهم المطلوبين في العالم عن دوره في مذابح للمدنيين.
وقالت مصادر حكومية إن كرادزيتش ظل قيد المراقبة بضعة أسابيع بعد تحذير من جهاز استخبارات أجنبي.
ويعتبر القبض على كرادزيتش والمتهمين الآخرين بجرائم حرب، أحد الشروط الرئيسية لكي تحقق صربيا تقدما نحو عضوية الاتحاد الأوروبي.
وأشار سفيتوزار فوياكيتش، محامي كرادزيتش، إلى أن زعيم صرب البوسنة السياسي السابق قال خلال الاستجواب "إنه أوقف الجمعة في حافلة" في بلغراد وهو منذ ذلك الحين "معتقل في زنزانة".
وأوضح المحامي أن كرادزيتش الذي وصف الوضع أنه "مهزلة"، استخدم على ما يبدو "حقه في لزوم الصمت خلال الاستجواب".
ورحب ريتشارد هولبروك مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق للشؤون الأوروبية الذي قام بدور أساسي في التوصل لاتفاقات دايتون لعام 1995 التي انهت الحرب في البوسنة، باعتقال كرادزيتش ووصفه بأنه أسامة بن لادن الأوروبي و"مهندس فعلي وحقيقي للقتل الجماعي".
وجاء القبض على كرادزيتش عشية اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي من المقرر أن يناقش توثيق العلاقات مع صربيا بعد تشكيل حكومة جديدة مؤيدة للغرب يقودها الحزب الديمقراطي بزعامة تاديتش. ورحب الاتحاد الاوروبي بالقبض على كرادزيتش ووصفه بأنه "علامة فارقة" في طموحات صربيا للانضمام الى الاتحاد.
ومن المتوقع ان ينقل كرادزيتش سريعا الى محكمة جرائم الحرب في لاهاي.
وظل مكان اختباء كرادزيتش موضعا لتكهنات دولية منذ اختفائه في عام 1997. ودأب الغرب على اتهام بلغراد بأنها تتقاعس عن البحث عنه بشكل جدي لكن الحكومة الصربية الجديدة أشارت الى انها تريد الانصياع.
وكان كرادزيتش زعيما لصرب البوسنة اثناء الحرب التي استمرت بين عامي 1992 و1995 في الجمهورية اليوغوسلافية السابقة. ووجهت محكمة جرائم الحرب التابعة للامم المتحدة في لاهاي الاتهام اليه في يوليو 1995 باعطاء الإذن لإطلاق النار على المدنيين اثناء حصار سراييفو الذي استمر 43 شهرا.
ووجه اليه الاتهام بالإبادة الجماعية مرة ثانية بعد ذلك بـ4 أشهر عن تنظيم مذبحة قتل فيها حوالي 8 آلاف مسلم بعد ان استولت قوات القائد العسكري الصربي البوسني راتكو ملاديتش، على "منطقة آمنة" أعلنتها الامم المتحدة في سربرنيتشا بشرق البوسنة.
واختفى كرادزيتش في عام 1997 بعد عامين من تدخل عسكري لحلف شمال الاطلسي، أنهى الحرب التي اعقبت انهيار يوغوسلافيا.